لو لم يكن الملياردير القبطي (المصري) نجيب ساويرس هو الذي أطلق تلك التصريحات، التي أبدى فيها مخاوفه من انتشار النقاب في مصر على نحو يهدد بفرز طائفي في المجتمع، لربما تجاهلتها جماعة "الإخوان المسلمين"، التي انتقدها ساويرس بجرأة، قلما يقدم عليها رجل أعمال تعمل شركاته في منتجات وخدمات جماهيرية مثل الهواتف النقالة، خشية توجيه ضربات إقتصادية إليه من تحت الحزام، وهو ما حدث بالفعل لساويرس كما سنرى لاحقاً. ولم يقتصر الأمر على حملة الكراهية التي بدأت مواقع ومدونات إسلامية متطرفة شنها على نجيب ساويرس، بل وصل إلى حد تحريض على ضرب منشآته الاقتصادية من خلال عمليات مفخخة، وهو ما ورد في ساحة حوار تتبع شبكة "أنا المسلم" السلفية، تحت هذه الوصلة التي كتب فيها شخص ينتحل اسماً مستعارا هو "نور الحق"، داعياً من أسماهم "الجهاديين" إلى "الرد عليه بخمسين مفخخة على شركاته ومصانعه ومقار عمله، حتى يرتدع غيره، فهؤلاء التجار لا يردعهم إلا تهديدهم في أموالهم"، على حد زعم الكاتب:
وما إن أعلن ساويرس تلك التصريحات، وعزمه إطلاق فضائيتين جديدتين، إحداها إخبارية والأخرى للأفلام، حتى بدأت الضربات الموجعة تنهمر من قبل الإسلاميين عامة وجماعة "الإخوان المسلمين" خاصة ضد أبرز أنشطة آل ساويرس، وهي شبكة الهواتف النقالة (موبينيل)، وكانت البداية مع دعوة أطلقها عدد من نشطاء الجماعة ومدونيها عبر الإنترنت، يحرضون على مقاطعة كل من شركة الهواتف النقالة الكبرى في مصر، وفضائية "O. Tv"، التي يمتلكها أيضاً ساويرس، وتبث عبر قمر "نايل سات" المصري.
مدونات للتحريض :-
************
في مطلع هذا الشهر التقى نجيب ساويرس، الذي لم تعرف عنه أي طموحات سياسية من قبل، عددا من الصحافيين المصريين، وأطلق تصريحات أعرب فيها عن قلقه من تزايد عدد المحجبات والمنتقبات في البلاد، مشيراً إلى أنه ليس ضد الحجاب، "لأني عندها ضد الحرية الشخصية، لكن عندما أسير في الشارع، أشعر كما لو كنت في إيران.. أشعر أنني غريب". وكما كان متوقعاً فقد أثارت تلك التصريحات حفيظة الإسلاميين، وقفزت جماعة "الإخوان المسلمين" على الحدث، مستغلة تنظيمها المحكم والآلة الإعلامية التي يؤثرون فيها، لتطلق ما يمكن وصفه بـ "حملة كراهية" ضد ساويرس واتسعت رقعة الحملة على نحو شعبوي صاخب، وبدت مثل كرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت وبدا أن ساويرس المتحفظ غالباً، الصريح في إبداء آرائه حين يرغب في ذلك، لا يسعى إلى التصعيد أو حتى الرد على هذه الحملة الموجهة ضده.
وتصدرت مدونة أحد شباب الإخوان، تصميم "غرافيك" يدعو إلى مقاطعة شركات ساويرس، وما تقدمه من خدمات ومنتجات، وكتب المدون تعليقاً قال فيه " كنتُ أتمنى أن أسمع رأي الكنيسة المصرية بكافة مذاهبها في ما يقوم نجيب ساويرس بعرضه على قناته الفضائية otv التي تبث على القمر الصناعي المصري (النايل سات) خاصة الأفلام الإباحية التي تكرر عرضها مرات عديدة". ومضى قائلاً : "كما كنتُ أتمنى أن تعلن لنا الجهة المسؤولة عن النايل سات حقيقة بنود التعاقد بينها وبين ساويرس، وهل يحق له أن يبث مثل هذه المواد الفاضحة على قمرنا المحروس ابن المحروسة".
وخلص المدون إلى القول : "ومن هنا فإنني أعلن تضامني مع تلك الحملة التي أطلقها مستهلكو موبينيل (الشركة التي يملكها ساويرس ) من أجل مقاطعتها ومقاطعة كل منتجات ومشاريع ساويرس" حسب تعبيره كما قال مدون آخر متحدثا عن ساويرس: "هذا الشخص الذي يريد العبث بأخلاق الشباب المسلم، ولابد من محاصرته ومقاطعة منتجاته كما قوطعت المنتجات الدنماركية ويا ما نعيش ونشوف، كل من هب ودب يهاجم المسلمين ولا احد يحرك ساكناً".
وكتب مدون ثالث في صدر مدونته : "قاطعوا شركة موبينيل التي يرأسها ذلك المجرم نجيب ساويرس، فكل من لديه خط من هذه الشركة المدسوسة فليغيره فوراً، حتى لا يهلك نفسه بأمواله، فمما لا شك فيه أن هاتين القناتين هدفهما الأول هو تدمير وإفساد الشباب والفتيات، وأكيد أن هاتين القناتين ستدار بالأموال التي يربحها ذلك الخائن من عملاء موبينيل لذلك قاطعها فورا لخدمة دينك ولحماية أموالك من أن تكون سببا لذلك الفساد"، على حد قوله.
حرب التصريحات :-
*************
وهكذا تصاعدت حرب التصريحات بين جماعة الإخوان ورجل الأعمال القبطي الشهير، بعد تصريحات الأخير التي انتقد فيها انتشار الحجاب والنقاب في الشارع المصري، كما انتقد أيضا إعلان الجماعة رفضها تولي امرأة أو قبطي منصب رئاسة الدولة، وقال إن الأقباط لا ينتظرون من جماعة الإخوان أن تتفضل وتتنازل لتمنح القبطي الحق في أن يكون رئيسا من عدمه، لأننا لا ننتظر كأقباط من يعلمنا حقوق المواطنة؛ فالأقباط مصريون، مثلهم مثل المسلمين، ولا يحق لجماعة الإخوان أن توزع المناصب، وتعطي لنفسها سلطة المنح والمنع، وإذا كانت قد أعطت لنفسها هذا الحق فإننا نرفض ذلك، و أضاف ساويرس: اللي عايز يحكم مصر بالعدل أهلا وسهلا به، أما غير ذلك فهو مرفوض"، على حد تعبيره .
على الفور رد المرشد العام للإخوان مهدي عاكف قائلاً "إن الإخوان يؤمنون تماما بعدم الاعتداء على حريات وعقائد الآخرين، وإن موقفهم من عدم جواز تولي امرأة أو قبطي منصب الرئاسة هو موقف أجمع عليه فقهاء وعلماء المسلمين" على حد تعبيره. وبعد النجاح الضخم الذي حققه ساويرس في قطاع الاتصالات، قرر أن يقتحم ـ مثل رجال أعمال آخرين ـ ساحة الإعلام. فقد أطلق فضائية O.TV المصرية الخاصة بث إرسالها على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، وما يميز هذه الفضائية الجديدة هو انها "تسبح عكس التيار" فبينما التوجه العام السائد أن تخاطب الفضائيات قاعدة عربية عموماً وخليجية خصوصاً، فقد اختار ساويرس هوية مصرية شبابية لقناته موضحا انه يستهدف السوق المحلية وقال "نحن أكثر من 75 مليون مصري لدينا ثلاث قنوات خاصة لماذا لا يكونوا أربع قنوات، بينما بلد صغير مثل لبنان عنده قنوات كثيرة".
ونجيب ساويرس، الذي يوصف شعبياً بأنه "أغنى رجل في مصر" ـ وهو وصف قد لا يتجاوز الحقيقة كثيراً ـ فهو أحد أكبر رجال الأعمال المصريين، وهو من مواليد 15 يونيو 1954، ويمتلك مع عائلته مجموعة شركات أوراسكوم التي تنشط في عدة قطاعات من أبرزها المقاولات والاتصالات، وتخرج في معهد "بولي تكنيك" الشهير في مدينة زيورخ السويسرية، وأطلق قناة أو تي في التي تم افتتاحها في 31 يناير 2007، وهو مساهم رئيس في صحيفة "المصري اليوم"، وتقدر ثروته بحوالى 30 مليار جنيه حسب مجلة "فوربس" ويحتل المركز 91 ضمن قائمة أثرياء العالم، وله أنشطة تجارية في عدة دول أفريقية وعربية، من أبرزها العراق هذا إلى جانب مصانع الاسمنت في الجزائر وغيرها.
وما إن أعلن ساويرس تلك التصريحات، وعزمه إطلاق فضائيتين جديدتين، إحداها إخبارية والأخرى للأفلام، حتى بدأت الضربات الموجعة تنهمر من قبل الإسلاميين عامة وجماعة "الإخوان المسلمين" خاصة ضد أبرز أنشطة آل ساويرس، وهي شبكة الهواتف النقالة (موبينيل)، وكانت البداية مع دعوة أطلقها عدد من نشطاء الجماعة ومدونيها عبر الإنترنت، يحرضون على مقاطعة كل من شركة الهواتف النقالة الكبرى في مصر، وفضائية "O. Tv"، التي يمتلكها أيضاً ساويرس، وتبث عبر قمر "نايل سات" المصري.
مدونات للتحريض :-
************
في مطلع هذا الشهر التقى نجيب ساويرس، الذي لم تعرف عنه أي طموحات سياسية من قبل، عددا من الصحافيين المصريين، وأطلق تصريحات أعرب فيها عن قلقه من تزايد عدد المحجبات والمنتقبات في البلاد، مشيراً إلى أنه ليس ضد الحجاب، "لأني عندها ضد الحرية الشخصية، لكن عندما أسير في الشارع، أشعر كما لو كنت في إيران.. أشعر أنني غريب". وكما كان متوقعاً فقد أثارت تلك التصريحات حفيظة الإسلاميين، وقفزت جماعة "الإخوان المسلمين" على الحدث، مستغلة تنظيمها المحكم والآلة الإعلامية التي يؤثرون فيها، لتطلق ما يمكن وصفه بـ "حملة كراهية" ضد ساويرس واتسعت رقعة الحملة على نحو شعبوي صاخب، وبدت مثل كرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت وبدا أن ساويرس المتحفظ غالباً، الصريح في إبداء آرائه حين يرغب في ذلك، لا يسعى إلى التصعيد أو حتى الرد على هذه الحملة الموجهة ضده.
وتصدرت مدونة أحد شباب الإخوان، تصميم "غرافيك" يدعو إلى مقاطعة شركات ساويرس، وما تقدمه من خدمات ومنتجات، وكتب المدون تعليقاً قال فيه " كنتُ أتمنى أن أسمع رأي الكنيسة المصرية بكافة مذاهبها في ما يقوم نجيب ساويرس بعرضه على قناته الفضائية otv التي تبث على القمر الصناعي المصري (النايل سات) خاصة الأفلام الإباحية التي تكرر عرضها مرات عديدة". ومضى قائلاً : "كما كنتُ أتمنى أن تعلن لنا الجهة المسؤولة عن النايل سات حقيقة بنود التعاقد بينها وبين ساويرس، وهل يحق له أن يبث مثل هذه المواد الفاضحة على قمرنا المحروس ابن المحروسة".
وخلص المدون إلى القول : "ومن هنا فإنني أعلن تضامني مع تلك الحملة التي أطلقها مستهلكو موبينيل (الشركة التي يملكها ساويرس ) من أجل مقاطعتها ومقاطعة كل منتجات ومشاريع ساويرس" حسب تعبيره كما قال مدون آخر متحدثا عن ساويرس: "هذا الشخص الذي يريد العبث بأخلاق الشباب المسلم، ولابد من محاصرته ومقاطعة منتجاته كما قوطعت المنتجات الدنماركية ويا ما نعيش ونشوف، كل من هب ودب يهاجم المسلمين ولا احد يحرك ساكناً".
وكتب مدون ثالث في صدر مدونته : "قاطعوا شركة موبينيل التي يرأسها ذلك المجرم نجيب ساويرس، فكل من لديه خط من هذه الشركة المدسوسة فليغيره فوراً، حتى لا يهلك نفسه بأمواله، فمما لا شك فيه أن هاتين القناتين هدفهما الأول هو تدمير وإفساد الشباب والفتيات، وأكيد أن هاتين القناتين ستدار بالأموال التي يربحها ذلك الخائن من عملاء موبينيل لذلك قاطعها فورا لخدمة دينك ولحماية أموالك من أن تكون سببا لذلك الفساد"، على حد قوله.
حرب التصريحات :-
*************
وهكذا تصاعدت حرب التصريحات بين جماعة الإخوان ورجل الأعمال القبطي الشهير، بعد تصريحات الأخير التي انتقد فيها انتشار الحجاب والنقاب في الشارع المصري، كما انتقد أيضا إعلان الجماعة رفضها تولي امرأة أو قبطي منصب رئاسة الدولة، وقال إن الأقباط لا ينتظرون من جماعة الإخوان أن تتفضل وتتنازل لتمنح القبطي الحق في أن يكون رئيسا من عدمه، لأننا لا ننتظر كأقباط من يعلمنا حقوق المواطنة؛ فالأقباط مصريون، مثلهم مثل المسلمين، ولا يحق لجماعة الإخوان أن توزع المناصب، وتعطي لنفسها سلطة المنح والمنع، وإذا كانت قد أعطت لنفسها هذا الحق فإننا نرفض ذلك، و أضاف ساويرس: اللي عايز يحكم مصر بالعدل أهلا وسهلا به، أما غير ذلك فهو مرفوض"، على حد تعبيره .
على الفور رد المرشد العام للإخوان مهدي عاكف قائلاً "إن الإخوان يؤمنون تماما بعدم الاعتداء على حريات وعقائد الآخرين، وإن موقفهم من عدم جواز تولي امرأة أو قبطي منصب الرئاسة هو موقف أجمع عليه فقهاء وعلماء المسلمين" على حد تعبيره. وبعد النجاح الضخم الذي حققه ساويرس في قطاع الاتصالات، قرر أن يقتحم ـ مثل رجال أعمال آخرين ـ ساحة الإعلام. فقد أطلق فضائية O.TV المصرية الخاصة بث إرسالها على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، وما يميز هذه الفضائية الجديدة هو انها "تسبح عكس التيار" فبينما التوجه العام السائد أن تخاطب الفضائيات قاعدة عربية عموماً وخليجية خصوصاً، فقد اختار ساويرس هوية مصرية شبابية لقناته موضحا انه يستهدف السوق المحلية وقال "نحن أكثر من 75 مليون مصري لدينا ثلاث قنوات خاصة لماذا لا يكونوا أربع قنوات، بينما بلد صغير مثل لبنان عنده قنوات كثيرة".
ونجيب ساويرس، الذي يوصف شعبياً بأنه "أغنى رجل في مصر" ـ وهو وصف قد لا يتجاوز الحقيقة كثيراً ـ فهو أحد أكبر رجال الأعمال المصريين، وهو من مواليد 15 يونيو 1954، ويمتلك مع عائلته مجموعة شركات أوراسكوم التي تنشط في عدة قطاعات من أبرزها المقاولات والاتصالات، وتخرج في معهد "بولي تكنيك" الشهير في مدينة زيورخ السويسرية، وأطلق قناة أو تي في التي تم افتتاحها في 31 يناير 2007، وهو مساهم رئيس في صحيفة "المصري اليوم"، وتقدر ثروته بحوالى 30 مليار جنيه حسب مجلة "فوربس" ويحتل المركز 91 ضمن قائمة أثرياء العالم، وله أنشطة تجارية في عدة دول أفريقية وعربية، من أبرزها العراق هذا إلى جانب مصانع الاسمنت في الجزائر وغيرها.